
أذكار النوم.. راحة للنفس وطمأنينة للروح قبل الخلود إلى الفراش

النوم نعمة عظيمة من الله تعالى، جعله سبحانه وسيلة لراحة الأبدان وتجديد النشاط بعد عناء العمل والسعي في النهار، كما قال عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا . وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا . وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾، فجعل الليل للسكون والراحة، والنهار للحركة والعمل وطلب الرزق.
ويؤكد المفسرون أن النوم آية من آيات الله الكونية التي تدل على قدرته الباهرة، حيث يذهب به التعب وتستعيد به الأجساد نشاطها، ليبدأ الإنسان يوماً جديداً مليئاً بالحياة والعطاء.
أدعية وأذكار يستحب قولها عند النوم
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته مجموعة من الأدعية والأذكار التي تُقال عند النوم، لما لها من فضل عظيم في جلب الطمأنينة والحماية من الشرور، ومن أبرزها:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه يقول: "اللهم باسمك أحيا وأموت"، وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة رضي الله عنهما بقول: سبحان الله 33 مرة، الحمد لله 33 مرة، الله أكبر 34 مرة قبل النوم.
من السنن أن ينفض المسلم فراشه ثلاث مرات قبل أن يضطجع، ويقول: "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه".
قراءة المعوذات (الإخلاص، الفلق، الناس) ثلاث مرات مع النفث في اليدين ومسح الجسد بهما.
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأهما في ليلة كفتاه".
من السنن أن ينام المسلم على وضوء، ويستقبل النوم وهو على شقه الأيمن قائلاً:
"اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك... آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت".
المداومة على قراءة آية الكرسي، لما جاء في الحديث: "لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح".
الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" ثلاث مرات.
كذلك ورد أنه كان يقول:
"اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم... اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
وأوصى بقراءة سورة الكافرون قبل النوم، لما فيها من براءة من الشرك.
إن المحافظة على أذكار النوم سنة نبوية جليلة تمنح المؤمن راحة قلبية وسكينة روحية، وتجعله في معية الله حتى يستيقظ، كما أنها حصن من الشرور والآفات. فهي ليست كلمات تقال فحسب، بل عبادة قلبية ولسانية تملأ الليل نوراً والروح طمأنينة.
